في الذكرى الأربعينية للدكتورة عتيقة زيوي: سلسلة حفلات تأبينية تكريمًا لمسارها العلمي والنضالي



✍️عبدالله الفادي

شهدت مدينة خريبكة وجهة بني ملال –خنيفرة سلسلة من المحطات التأبينية التي نظمت بمناسبة الذكرى الأربعينية لرحيل الدكتورة الحاجة عتيقة زيوي، اعترافًا بما قدمته من عطاءات علمية، نقابية، وسياسية، هذه اللقاءات لم تكن مجرد لحظات للذكرى، بل شكلت تعبيرًا عن الوفاء لمسار امرأة بصمت حضورها في الساحة الأكاديمية والاجتماعي والنضالية.

استهلت هذه المبادرات يوم الخميس 25 شتنبر 2025 بتنظيم حفل تأبيني بالـ كلية متعددة التخصصات بخريبكة، ترأسه عميد الكلية ورئيس جامعة السلطان مولاي سليمان بالنيابة ، إلى جانب السلطات المحاية في شخص باشا المدينة وقائد المقاطعة السابعة، وقد أكد المتدخلون أن الراحلة تركت بصمات لا تمحى في مجال البحث العلمي والتكوين الجامعي، وكانت مثالًا للتفاني والإخلاص لرسالتها التربوية.

وفي اليوم الموالي، الجمعة 26 شتنبر 2025، نظمت المنظمة الاشتراكية للنساء الاتحاديات بجهة بني ملال–خنيفرة حفلاً تأبينياً بقاعة أولاد سعيد بخريبكة، حيث جرى استحضار دور الفقيدة كصوت بارز مدافع عن قضايا المرأة والمساواة والعدالة الاجتماعية،
وكنموذج للمرأة المكافحة التي جمعت بين الحضور السياسي والنقابي والفكري.

واختتمت هذه المحطات يوم السبت 27 شتنبر 2025 بتنظيم الحفل التأبيني الثالث من طرف النقابة الوطنية للتعليم (ف.د.ش) بغرفة التجارة والصناعة والخدمات ببخريبكة،  وقد أعلنت النقابة خلاله عن إطلاق اسم الفقيدة على المجلس الوطني الموسع تكريمًا لمسارها النضالي، كما عرف اللقاء عرض شريط توثيقي من
إعداد الإعلامي أشرف لكنيزي، ضم صورًا وشهادات من مسيرتها، ليظل أثرها حاضرًا في الذاكرة الجماعية.

وقد أجمع المتدخلون في مختلف هذه المناسبات على أن الدكتورة عتيقة زيوي لم تكن مجرد أستاذة جامعية أو مناضلة حزبية، بل كانت مدرسة قائمة بذاتها، ومرجعًا في الوفاء والتضحية ونكران الذات، وقد جسدت طوال مسارها صورة المرأة التي جمعت بين التفوق العلمي والالتزام الوطني، تاركة أثرًا عميقًا في كل من عاشرها أو تعامل معها.

في هذه المحطات التأبينية، لم يفت زوجها الأستاذ إدريس السالك، الذي كان رفيق دربها وشريكها في النضال والحياة، والذي عرف بدوره البارز في الساحة النقابية والسياسية والإعلامية بخريبكة، حيث شغل مهمة الكاتب الإقليمي السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي
للقوات الشعبية، و إعلاميًا مراسلًا لجريدة الاتحاد الاشتراكي، ومستشارًا جماعيًا ساهم في خدمة قضايا المدينة، والذي شكل مع الراحلة ثنائيًا نضاليًا قل نظيره، جمعهما الالتزام بالقيم الوطنية والوفاء لمبادئ العدالة الاجتماعية، ألقى كلمات مؤثرة باسم العائلة،
أعرب خلالها عن امتنان الأسرة العميق لكل من حضر لتقديم واجب العزاء.

وأكد الأستاذ الحاج إدريس سالك أن الحضور الغفير للأصدقاء والمعارف، الذين شاركوا العائلة محنتها سواء بالحضور الشخصي، أو عبر المكالمات الهاتفية، أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، رغم ظروف العطلة وارتفاع درجات الحرارة، وهو ما يعكس الروابط
الإنسانية المتينة التي جمعت الفقيدة بأصدقائها ومحبيها، ويؤكد أنها كانت مثالاً للصدق والوفاء والشموخ والإخلاص، وأضاف أن المرحومة كانت خزاناً للقيم والمبادئ، وأن أثرها سيظل حاضراً في نفوس كل من عرفها.

عن خالد الطيب

شاهد أيضاً



Miloud Jadir nommé directeur administratif de l’OCK : Un
nouvel espoir pour les supporters

Farid Barigo « Notre priorité absolue est de réussir le redressement du club et de …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *