مهرجان السينما الإفريقية: من الصايل إلى المالكي…. هل يتحول الحلم إلى كابوس

خالد التايب

في معرض كلمته خلال الحفل الختامي لمهرجان السينما الإفريقية، أكد الحبيب المالكي على أن السينما هي أن نحلم، وقال بأنه في نفس الوقت يجب أن نبقى متيقظين، لكي لا يتحول الحلم إلى كابوس.
وخلال نفس الكلمة قال المالكي بأن السينما الإفريقية انتقلت من مرحلة الحلم إلى مرحلة الحقيقة عبر تشخيص عدة قضايا جريئة تناقش مواضيع مهمة.
وبسط الحبيب عدة ملاحظات تهم الشباب كقوة في المجتمع، تساهم في التأثير على المستقبل، وأن الأزمة الصحية التي مر منها العالم، أظهرت مدى التضامن بين الشمال والجنوب، وأن الاستعمار الجديد من طرف الشركات المتعددة الجنسيات يجب أن يواجه بإعطاء الفرصة للأفارقة للتحكم في مصيرهم، وضرورة استغلال مواردهم المنجمية والتحكم فيها بأنفسهم.
وكأن المالكي يشخص بهذه الكلمات ما وقع لمهرجان السينما الإفريقية، بعد وفاة نور الذين الصايل، الشخصية السينمائية التي يشهد لها الجميع بالفضل على مهرجان السينما الإفريقية والسينما المغربية على الخصوص.
نعم كنا نحلم بغد أجمل للمهرجان بعد تولي المالكي لرئاسة المؤسسة، حيث كانت توقعاتنا تفوق السقف المحدد للأحلام فانقلب الحلم إلى كابوس. كنا ننتظر من الحبيب أن يضع بصمته على المهرجان وأن يلعب الدور المنوط به على رأس مؤسسة يجب أن تلعب دورا مهما في الدبلوماسية الموازية، عبر فتح علاقات جديدة ورسم معالم علاقات إفريقية جديدة، انطلاقا من العالم الفني، خصوصا وأن الرجل يعتبر من رجالات الدولة ومن الشخصيات التي تملك شبكة علاقات خارجية كبرى على المستوى الإفريقي والعالمي
.

نعم كان سقف انتظاراتنا عاليا من رجل الدولة، السياسي الذي يملك تاريخ طويلا في دواليب الدولة، نعم كانت لدينا أحلام كبيرة بخصوص الدورة 22 للمهرجان الذي عمر حوالي نصف قرن من الزمان، لكن أحلامنا انقلبت إلى كوابيس.
انقلبت أحلامنا إلى كوابيس لأن المسؤول الأول عن المهرجان لم يكن متيقظا، لم يعط المهرجان حقه، ربما لأنه ترأس المهرجان مجاملة منه لمن كان لهم أهداف خفية لإبعاد شخصيات أخرى عن المؤسسة باستعمال فزاعة المالكي، وهو ما وقع فعلا ترأس المالكي المؤسسة وتوارى الآخرون، وبقي المهرجان بلا رأس وبلا رئيس مهرجان يسير بأشخاص لا يتعدون أصابع اليد، غاب الرئيس عن التدبير وبقي المهرجان في يد حفنة صغيرة تشكل قلعة محصنة أمام الفاعلين المحليين والفنيين والمتخصصين، لا أقصد هنا قلعة السينما، أقصد قلعة التسيير، التسيير الذي تميز بتفوق عدد المنظمين في قاعة الافتتاح والاختتام عدديا على عدد الحضور، تفوق عددي لم تظهر نجاعته على أرض الواقع، لم يبرز دورها داخل القاعة أو خارجها، ليخرج المهرجان وقد ترك وراءه انقساما في صفوف الساكنة، ساكنة لم تستفد من مهرجان رصدت له أموال طائلة من طرف مؤسسات وطنية، تنتظر منه ومن المنظمين إشعاعا وتفاعلا وإشراكا للساكنة المنجمية وترفيها عليها، مقابل ما تعيشه من تهميش وضعف في الوسائل الترفيهية.
مهرجان السينما الإفريقية غاب فيه التواصل وحضر الارتجال من رأس المؤسسة إلى قدمها، حيث غاب الرئيس عن أهم حدثين تم تنظيمهما من طرف شركائه، أولهما حفل عشاء نظمه رئيس المجلس البلدي على شرف ضيوف المهرجان الشيء الذي أثار سخط ممثلي الساكنة، والحدث الثاني غياب الرئيس عن المهرجان الثقافي لفائدة السجناء الأفارقة، وهو النشاط الموازي الأهم، نشاط منظم من طرف المندوبية العامة لإدارة السجون، حضره صالح التامك المندوب العام لإدارة السجون وادريس الأزمي رئيس مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج ووالي الجهة وعامل الإقليم وغاب عنه رئيس المؤسسة، ليتم إلغاء أهم فقرة في المهرجان وهي توقيع انفاقية شراكة بين المندوبية العامة لإدارة السجون ومؤسسة مهرجان السينما الإفريقية نظرا لغياب رئيس هذه الأخيرة .

مهرجان لم يكرم فيه المؤسسون، ولم تحضر فيه زوجة العراب المكرم؛ ليبدوا تكريمه وكأنه مجاملة لروح الراحل الصايل دون أهله ودويه، مهرجان لم تتم دعوة الفاعلين الإعلاميين والمدنيين المحليين له ولو مجاملة.
نعم لم يتمكن المهرجان من خلق فضاء ثقافي ترفيهي تشعر به الساكنة وتستشعره، ونجح المهرجان في خلق الانقسام والسخط على أغلب الأصعدة.
خصوصا بعد تصريح المسؤول الإعلامي للمهرجان بالرغبة في تنظيمه في مدينة أخرى.

فهل يستحق المهرجان كل هذا الدعم من المؤسسة الاقتصادية الأولى في الجهة والإقليم، مقابل هذا الأداء الباهث والحضور الضعيف على المستوى المحلي والجهوي، أم أن دعمه يجب أن يوزع على مهرجانات محلية تساهم في التنشيط الثقافي والفني للساكنة، هذا إذا لم نتحدث عن أموال يجب أن تذهب لتحقيق التنمية الاقتصادية والرياضية، كمداخل لفك العزلة والتهميش عن الساكنة.

شاهد أيضاً

توقيع رواية “رداء النسيان” لإدريس الروخ بخريبكة

احتضن مركز خريبكة سكيلز بخريبكة، اليوم الخميس، حفل توقيع رواية “رداء النسيان” للمخرج والممثل والروائي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *