عبدالله الفادي
انتخب الجمع العام العادي السنوي لأولمبيك خريبكة لكرة القدم، عن الموسم الكروي 2021-2022 الذي انعقد مساء السبت الأخير بالمركب الثقافي للمدينة، يوسف جاجيلي رئيسا للفريق، ومنح المنخرطون الحاضرون الذين شكلوا النصاب القانوني وعددهم 66 من أصل 78 عبر التصويت السري وصندوق الاقتراع المسؤول الجديد عن النادي 34 صوتا مقابل 29 لمنافسه الحبيب الكنوزي مع تسجيل 3 أصوات ملغاة.
ودخلت لائحة يوسف جاجيلي، سباق التنافس على الرئاسة والتسيير، خلال هذا الجمع الذي تم اعتباره تكميليا للذي انعقد يوم 27 غشت الماضي، تحت شعار “قوتنا في تلاحمنا” والذي تم خلاله التداول في مجموعة من النقط من بينها التقريرين الأدبي والمالي، والمصادقة على القانون الداخلي والميزانية المرتقبة وكذلك مشروع التكوين، وكانت الأمور تسير في الاتجاه الصحيح وبسلاسة مطلقة، قبل أن تشتعل نار الخلاف خلال مرحلة تشكيل مكتب جديد، بسبب الصراع الذي نشب حول أحقية المنخرطين الجدد في التصويت من عدمه، ليتم تأجيل ذلك إلى الفصل الثاني من هذا الجمع، الذي انعقاد هو الآخر يوم الحادي عشر من شهر شتنبر، ولم يسفر كذلك عن أي شيء، وانتهى على إيقاع صور غير مشرفة بين مجموعة من المنخرطين، وتفرج الجميع سواء الذين تواجدوا داخل قاعة المركب أو في محيطه، ومعهم الآلاف من مختلف ربوع الوطن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على فضائح تجلت في تبادل الاتهامات والتراشق بالسب والشتم والجهر بالكلام النابي والساقط، دون أي مراعاة لا لحرمة الجمع ولا الفريق ولا جماهيره، مع لائحة “مئوية رد الاعتبار” ووكيلها الحبيب الكنوزي، الذي خسر رهان الرئاسة للمرة الثانية على التوالي، بعد المرة الأولى التي كانت أمام نزار السكتاني، في حين فضل وكيل اللائحة الثالثة رحال سلاك، الذي يعتبر أقدم منخرط داخل الفريق، وتحمل طيلة عقود من الأزمنة مجموعة من المهام، داخل مختلف المكاتب التي توالت عليه، بما في ذلك منصب الرئاسة نهاية تسعينات القرن الماضي.
وكانت نقطة التحول في الجمع العام التكميلي الانتخابي، هي انسحاب سلاك الذي قلب الموازين، وجعل كفة يوسف ججيلي، الأرجح للفوز بعدد أكبر من الأصوات، وهو ما حدث، إذ أن المؤشرات الأولية كانت توحي أن الأمور تصب لصالح الحبيب الكنوزي، غير أن خروج لائحة رحال جعل بعض المنخرطين المتعاطفين معه، والمنتسبين للائحته يضعون تقتهم في رجل الصحافة والإعلام، الذي يتواجد لأول مرة داخل المكتب المسير للآلة المنجمية، خاصة وأن التقارب والتفاهم كان واضح بين مجموعة ججيلي وسلاك، هذا الأخير اعتبر خروجه من المنافسة، تضحية منه من أجل المصلحة العليا للفريق ومن أجل خروجه من أزمته الحالية، موقف سلاك قوبل بالكثير من التصفيق من طرف الحضور.
ورغم أن الجمع العام للأولمبيك، وصل اخيرا إلى نقطة النهاية بانتخاب رئيس جديد، بعد أزيد من شهرين من الفراغ، فإن ذلك لم يكن بالسهل ولا اليسير، فقد عرفت فعالياته بعض اللحظات الساخنة التي كادت في أكثر من مرة أن تجر الأمور للباب السدود، كما كان يحدث خلال سلسلة الجموع الأخيرة وطيلة اكثر من سنة، خصوصا وأن البعض من المنخرطين، ورغم الحالة التي وصلها النادي على جميع المستويات، حضر وغايته الوحيدة إما الوصول إلى كرسي القرار أو تفجير الجمع، من خلال التشكيك في شرعيته، وشرعية من دعا إليه، ومن له الحق في التصويت، وتم توجه الاتهام للسلطات المحلية، بالتدخل في شؤون الجمعية والعمل على المس بالديموقراطية، غير أن باشا المدينة، الذي حضر هذا الجمع وأشرف على تسيره رفض هذه الاتهامات كليا، مؤكدا أن تواجده يدخل في إطار مهام تخصصاته، وأن السلطة تلزم الحياد المطلق، ودهب ممتل الدولة إلى القول أنه مستعد لمغادرة منصة التسيير وهو الأمر الذي تم رفضه من طرف جل المجتمعين، لآن ذلك كان سيخلق فراغا كبيرا في غياب من له الحق في قيادة الأشغال، وللأمانة فتواجد باشا المدينة، يعود له الفضل الكبير في فرض القانون ونزاهة انتخاب الرئيس، وافشال مخطط تفجير الجمع العام، الخليفة الأول لعامل الإقليم وجه في البداية رسالة واضحة للمجتمعين دعاهم فيها إلى العمل على نسيان الخلافات وطي صفحة الماضي، ووضع مصلحة لوصيكا و جمهورها والمدينة ككل فوق الجميع، وأن يكون الجمع بداية للمصالحة وإعادة الأولمبيك إلى ماضيه المجيد.
وفي ختام هذا الجمع الذي وصل أخيرا إلى محطته النهائية ودار وسط تعزيزات أمنية كبيرة، عبر الرئيس الجديد لأولمبيك خريبكة لكرة القدم يوسف ججيلي، عن فرحته الكبرى بالثقة التي وضعت فيه لتسيير فريق القرن، وأنه سيعمل كل ما في وسعه ليكون أهلا للمسؤولية، وأنه سيركب التحدي من خلال العمل على إعادة الفريق إلى مكانته الطبيعية، وسيعيش حقبة أخرى بعد تجاوز مرحلة الفراغ، ويعود إلى التنافس على الألقاب.
وقال ججيلي ل – خريبكة بريس– أنه من الآن رئيسا لجميع المنخرطين، وأن خصمه هو الفشل، وعدوه النزول إلى بطولة القسم الثاني، موضحا انه سيفتح صفحة جديدة ويشتغل مع الجميع من أجل مستقبل أولمبيك خريبكة.
ونوه ججيلي بالجمهور الفوسفاطي وشكره على دعمه ومساندته، كما أشاد بالمنخرطين، وعبر عن امتنانه لسلاك رحال، الذي وضع مصلحة لوصيكا فوق كل شيء، والروح الرياضية العالية للحبيب الكنوزي، وبممثل الجامعة، وكذلك باشا المدينة على كل ما قام به وكذلك عامل الإقليم…