عزالدين الزماني
أضحى مشكل الأفارقة من جنوب الصحراء والمرضى النفسيين يثير القلق بين ساكنة مدينة خريبكة، حيث شهدت المدينة في الفترة الأخيرة تدفقًا ملحوظًا لهذه الفئات، مما أدى إلى حالة من الفزع والاستياء بين سكان عاصمة الفوسفاط العالمية. يُعتقد أن هذا التدفق ناتج عن نقل هؤلاء الأفراد من مدن سياحية مجاورة، غالبًا تحت جنح الظلام، في تصرف يثير العديد من التساؤلات حول مدى مسؤولية السلطات المحلية.
كانت خريبكة معروفة على مر السنين بالهدوء والأمان وكرم سكانها، وهي سمات جعلتها مدينة مثالية للعيش. إلا أن الوضع تغير في الآونة الأخيرة مع وصول أعداد كبيرة من الأفارقة من جنوب الصحراء والمرضى النفسيين، مما أدى إلى تغيرات جذرية في نسيج المجتمع المحلي وزعزعة الاستقرار الذي كانت تعرف به المدينة.
إضافة إلى ذلك، تتكرر المضايقات التي يتعرض لها السكان، وخاصة النساء والأطفال، بسبب التزايد المستمر في أعداد هؤلاء الوافدين، بعض هؤلاء الأفارقة يعيشون في ظروف مزرية نتيجة بقائهم في الشوارع لفترات طويلة بل صنعوا منازل من الخشب والبلاستيك بالقرب من المحطة الطرقية ما أدى بالساكنة إلى مطالبة السلطات المحلية بإبعادهم عن حيهم وذلك بسبب الروائح التي أصبحث تنبعث من مكانهم ومايشكل وجودهم في ذلك المكان من خطر على المارين والمسافرين، مما يزيد من تعقيد الوضع ويجعل من الصعب على الجمعيات الخيرية المحلية مواكبة احتياجاتهم.
رغم الجهود المبذولة من قبل بعض الجمعيات وخاصة جمعية شباب الخير وخلية اليقظة لتقديم الدعم والرعاية الصحية لهؤلاء الأفراد، إلا أن هذه المبادرات تجد صعوبة كبيرة في التعامل مع الأعداد المتزايدة. كما أن محاولات إعادة هؤلاء الأفراد إلى مدنهم الأصلية غالبًا ما تصطدم بعدم تعاون الجهات المسؤولة، مما يفاقم المشكلة.
أمام هذه الأوضاع المتفاقمة، أصبح من الضروري على السلطات المحلية التدخل بشكل عاجل وفعال لوقف هذه الممارسات غير القانونية. يجب تعزيز الرقابة الأمنية على مداخل المدينة والتنسيق مع المسؤولين في المدن المجاورة للحد من نقل هؤلاء الأفراد إلى خريبكة. ينبغي إيجاد حلول مستدامة وشاملة لإعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة، وضمان حماية سكانها من التهديدات المتزايدة.