هل سيحقق طموح جمهوره أم سيخسر الرهان في الذكرى المئوية لميلاده؟
عبدﷲ الفادي
تواجد أولمبيك خريبكة لكرة القدم وحيدا في الصف الأخير في سلم ترتيب البطولة الوطنية الاحترافية، هو شيء عادي وطبيعي وتحصيل حاصل لمجموعة من العوامل السلبية التي تمكنت من جسم الفريق لمواسم عديدة، وزادت بشكل صارخ في عهد المكتب الحالي، وسبق مرارا وتكرارا أن تطرقنا للبعض منها، ولكن للأسف لا حياة لمن ننادي، ولا يمكن في الوقت الحالي العودة إليها أو حتى التطرق للمستجدات منها، والتي لا تخدم مصالحه في شيء لعدة أسباب، أولها أن المرحلة الراهنة تتطلب التركيز على المباريات المتبقية وسبل الانعتاق من النزول، وليس النقد الذي حتى لو كان إيجابيا يصعب تنزيله والعمل به والموسم في آخره، وحتى لا نتهم، وهذا شيء أصبح أسهل ما ينطق به، بالتشويش على الفريق في فترة صعبة وحاسمة، مازال الأولمبيك خلالها سيلعب 6 مواجهات متبقية من عمر البطولة الوطنية الاحترافية، سيحاول خلالها جمع أكبر عدد من النقط من الثمانية عشرة الممكنة.
ومن المعلوم أن الأولمبيك الذي يتذيل الترتيب وحيدا، ولا تتجاوز حصيلته بعد أن لعب 24 لقاءا، 18 نقطة جمعها من انتصارين كأقل الفرق تحقيقا للفوز، وحتى بقية الأندية المهددة بالنزول حصيلتها من الانتصارات أحسن، ونموذج لذلك اتحاد طنجة صاحب الصف 15 فاز 6 مرات والدفاع الحسني الجديدي، المحتل للرتبة 14 انتصر في خمس مواجهات، بينما المولودية الوجدية، في المرتبة 13 تفوق في 6 نزالات، وحصد لوصيكا 12 تعادل، خلال الدورات المتبقية سيواجه على التوالي كل من الرجاء البيضاوي، الدفاع الحسني الجديدي، الجيش الملكي، المغرب التطواني، أولمبيك آسفي، إتحاد تواركة، وهي مباريات كلها حارقة على الفريق الخريبكي، لكونه سينازل أندية طموحها الوحيد البحث عن الانتصارات، إما من أجل المنافسة على لقب البطولة وكذلك احتلال الصفوف التي تخول اللعب على الساحة القارية والعربية، أو الهروب من مناطق الجاذبية وتفادي النزول، وهذا سيزيد من متاعب ومصاعب الفريق الفوسفاطي، الذي بدأت تضيق به السبل.
لكن حسابيا مازال كل شيء ممكن، ومازال مصير فريق ستحل بعد أسابيع الذكرى المئوية لميلاده، بين أقدام لاعبيه وأطره التقنية ومكتبه المسير المطالب بالتعامل مع الظرفية بما يليق بها، وهم الذين سيلعبون من بين المواجهات الستة المتبقية 3 خارج الديار وهي الأصعب على الإطلاق لوزن الخصوم، وترتيبهم خير دليل على ذلك، وهم أصحاب الصف الأول والرابع والخامس، والبداية ستكون يوم السبت القادم، خلال الدورة 25 بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء، أمام الرجاء الرياضي البيضاوي، وهي مواجهة حارقة إن نجح الزوار في كسبها فستكون مفتاح البقاء، لأنها ستخرجهم من سلسلة النتائج السلبية وتمنحهم الثقة في النفس والقدرة على المواصلة، وطبعا لن تكون المهمة بالسهلة لأن الفريق البيضاوي وبعد أن ودع منافسات دوري أبطال أفريقيا، لن يقبل على نفسه الاستسلام لفريق هو الأضعف هذا الموسم، ولا شيء يرضه غير الفوز من أجل المصالحة مع عشاقه، وحصد العلامة الكاملة التي تمنحه المزيد من التقدم في الترتيب، وهو الذي يحتل الصف الخامس بمجموع 35 نقطة هي حصاد 9 انتصارات و8 تعادلات مع مباراة مؤجلة، ولو أن الأولمبيك عود جمهوره على تقديم مستويات عالية أمام النسور بالعاصمة الاقتصادية، ولكن الأمور هذه المرة تختلف، لأن الغاية هي النتيجة وليس اللعب الاستعراضي الذي لا ينفع، وبالعودة إلى آخر 20 مواجهة جمعت بينها فاز فريق الرجاء في تسع مباريات ولوصيكا تفوق في 4 وانتهت 7 منها بالتعادل، وعلى العموم تبقى المباراة على الورق للرجاء، خاصة أن الأخير يتفوق كذلك على مستوى الخطوط فهجموه وقع 25 هدفا وتلقت شباكه 20 إصابة، بينما الأولمبيك سجل فقط 18 هدفا وتلقت مرماه التي تعاني ضعف كبير على مستوى الحراسة 29 إصابة، والمقابلة الثانية التي سيلعبها خارج مركب الفوسفاط ستكون خلال الدورة 27 بالعاصمة الإدارية، وستجمعه بالزعيم صاحب الصف الأول حاليا، ب 50 نقطة مع مباراة متأخرة، والطامح في الفوز بلقب البطولة، ويتعلق الأمر بالجيش الملكي الذي يملك أكبر عدد من الانتصارات التي بلغت 15 وتعادل في 5 وانهزم 3 مرات فقط، وما سيتعب الأولمبيك خلال هذه المقابلة، أن دفاعه المتواضع سيكون في مواجهة أقوى خط هجوم هذا الموسم والذي سجل بقيادة ديني بورغيس، 40 إصابة، والذي يملك كذلك ثاني أقوى دفاع بعد جاره الفتح الرباطي، إذ استقبلت شباكه فقط 15 كرة، ليتأكد أن الفوارق واضحة بين المتصدر والمتذيل، الأخير يعود آخر فوز حققه على العساكر بالمجمع الرياضي مولاي عبدالله إلى الدورة 23 من بطولة موسم 2014 /2015 بينما أكبر عدد من الانتصارات بين الطرفين خلال 20 مقابلة الأخيرة يعود للجيش الملكي الذي فرض نفسه ب 14 فوز و3 فقط لخريبكة وانتهت 3 كذلك بالتعادل، بينما النزال الثالث خارج خريبكة فسيكون بطابع خاص، لأنه سيجمع عناصر فاخر، بأولمبيك آسفي، وبين الفريقين الكثير من الأشياء المشتركة، ولو أن واقع الحال اليوم يضع آسفي في خانة الأفضل، فشتان بين من يحتل الصف الرابع ب 40 نقطة وحقق 10 انتصارات و10 تعادلات وخسر 4 لقاءات فقط، وسجل خط هجومه 27 إصابة وتلقت شباكه 21 كرة، وحصيلة أولمبيك خريبكة، وبالعودة كذلك لأخر 20 نزال بين أولمبيك آسفي وأولمبيك خريبكة، فالتكافؤ كان هو الغالب، فقد سجل التعادل في 9 مواجهات، وتغلب أولمبيك خريبكة 6 مرات وآسفي 5 مقابلات، هي ثلاث مواجهات للآلة الفوسفاطية خارج قلعته، كلها بدون خيارات إلا العودة بالفوز من أجل البقاء، ولو أن الحسابات ستختلف مع توالي الدورات وحصيلة الآن ستكون مختلفة من لقاء إلى آخر.
وتعتبر المقابلات الأسهل نسبيا على أولمبيك خريبكة، هي الثلاثة التي سيلعبها داخل قواعده، لكونه سيكون معززا بجماهيره التي تشجعه بقوة، ومن جهة ثانية لكون الفرق التي سينازلها نتائجها ما بين ضعيفة إلى متوسطة، ومستواها لا يختلف كثيرا عن الأولمبيك، الذي سيقص شريط هذه اللقاءات بعد العودة من موقعة مركب محمد الخامس، أي خلال الدورة 26 في دربي الفوسفاط بمنازلة الدفاع الحسني الجديدي، الذي يوقع على واحد من أضعف المواسم، ويحتل الصف 14 ب 22 نقطة تجعل منه واحد من الأندية المهددة بالنزول، وهو الذي حقق فقط 5 انتصارات وسبع تعادلات وخسر 12 مباراة، وهو صاحب أضعف دفاع بتلقي شباكه 36 كرة، وخطه الأمامي سجل 16 مرة، وربما ستكون مباراة 6 نقط هذه مناسبة للوصيكا، للفوز ولو أن الملعب وحده هو الفاصل، وثاني نزال بخريبكة في مسيرة محاولة الهروب من النزول ستكون خلال الدورة الثامنة والعشرون، والقادم هو فريق المغرب التطواني، الذي يبصم إلى حدود الآن على حصيلة متوسطة ولكن لا تمنحه الأمان المطلق، وهو في الصف 11 ب 26 نقطة وانتصارات لم تتجاوز الخمسة، بينما استسلم للخسارة في 8 نزالات واكتفى بالتعادل 11 مرات، خطه الأخير ليس بخير بتلقيه 30 إصابة، وسجل هجومه 23 مرة، مواجهة من الممكن كذلك كسبها ولو أن الأمر ليس بالهين، وإذ ما عدنا للأرشيف ووقفنا عند حصيلة اخر 20 مواجهة فالحمامة الأحسن ب 10 انتصارات وفاز الفوسفاطي فقط ب 5 مواجهات وكان التعادل خمس مرات كذلك، وختام المباريات بخريبكة، و البطولة ككل، إمام بالبقاء أو تكرار النزول، سيكون خلال الدورة 30 التي يستقبل خلالها الوافد الجديد الاتحاد الرياضي التواركي، الذي ينافس بثبات من أجل الحصول على رتبة متقدمة تخول له الحضور الدولي لأول مرة في تاريخه وهذا غير مستحيل خاصة وأنه يتواجد في الصف الثامن ورصيده من النقط 31 جمعها من 8 انتصارات وسبع تعادلات وحصد تسع تعادلات، خط هجومه سجل 24 هدف ويشتكي نسبا من نقص في الدفاع فقد استقبلت مرماه 28 إصابة، معطيات ستجعل اللقاء قابل لكل الاحتمالات شريطة الا تكون الأمور حسمت في الدورات التي سبقت سواء بتحقيق المطلوب أو خسارة الرهان، وجل المواجهات السابقة رغم قلتها انتهت لصالح خريبكة مع العلم أن مباراة الذهاب انتهت بالبياض.
هي فعلا مواجهات قوية تنتظر أولمبيك خريبكة، الذي أصبح لا خيار أمامه غير الصحوة وتحقيق الانتصارات، التي هي السبيل للبقاء، وأي نقطة يضيعها قد تكلفه الكثير، لكن ذلك ليس من السهل بلوغه، فكيف لفريق لم يحقق أكثر من انتصارين في 24 مواجهة أن يقلب الطاولة على الجميع في الستة المتبقية، ويفوز خارج ملعبه، وهو الذي لم يحقق ذلك منذ الدورة 18 من بطولة الموسم الماضي أمام اتحاد طنجة؟
مع العلم أن المعطيات التي أشرنا لها ستتغير مع توالي الدورات، وحتى التي لم نشر لها لضيق الحيز، خاصة على مستوى الأرقام، منها من ستكون في صالح لوصيكا، وأخرى عكس ذلك…