أخبار عاجلة

الصحة تاج على رؤوسنا لا يره إلا من ولج مستشفياتنا 


بقلم : عبدالله الفادي

في سنوات الصبا تعلمنا من رجال ونساء تتلمذنا على أياديهم المباركة، في زمان كان تعليمنا بخير، وأهله يستحقون منا أن نقف لهم، وأن نوفيهم كل التبجيل لأنهم أخرجوا عقولنا من ظلماتها وهدوها للنور المبين، كما ترجم لنا ذلك أمير الشعراء أحمد شوقي، في قصيدته الشهيرة الرائعة قم للمعلم وفه التبجيلا ” وعيا منهم أنه لا مستقبل لوطننا دون مواطن متعلم وليس مجرد مشحون بمقررات فارغة مثل فراغ رؤوس تلاميذ اليوم الذين للأسف تحولوا إلى مجرد بقرة حلوب لضمائر معدومة ترتكب في حقهم وفي حق أولياء أمورهم جريمة الساعات الخصوصية، طبعا مع وجود الاستثناء من أوفياء لرسالتهم الإنسانية قبل المهنية، أن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء.. لا يراه إلا المرضى، وأسهبت تلك المجلات المتخصصة في مجال الطفولة التي كانت تتقاطر علينا من المشرق العربي، ولها فضل كبير علينا، في الشرح والتوضيح حتى أصبحت هذه المقولة جزءا منا وكبرت معنا، لكن هذه النظرة اليوم تغيرت ولم نعد نؤمن بها، فمن منظوري الشخصي حتى ذلك المريض العليل على رأسه تاج من ذهب يلمع، بل يحسد عليه من طرف الكثيرين، ما دامت قدميه لم تلج مستشفياتنا العمومية بهذا الإقليم العزيز، الذي نأسف على حاله وواقعه في ميادين ومجالات كثيرة، ومعها حتى البعض من المصحات الخاصة، الأولى في غالبيتها تحولت إلى (مستعصيات ) الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود، فالحديث عنها والنبش في داخلها وواقعها يدخلنا لدوامة يصعب فهما، يختلط في بعضها، أنها مجرد بنيات تفتقر إلى كل شيء بداية من المعدات والأجهزة الضرورية إلى قلة العنصر البشري الكافي والمؤهل وتضارب الاختصاصات وسوء التدبير الإداري بانتحار الضمير المهني، وعندما تصبح النقطة الأخيرة حاضرة حتى لو افترضنا توهيما لأنفسنا أنها قليلة جدا، فعلينا انتظار ساعة قطاع الصحة، ودق آخر مسمار في نعش علاقتنا به، ولنبحت عن عافيتنا في أي مكان إلا أن نتوجه إليه، وهو الذي أصبح في حاجة ماسة لمن ينعشه، والثاني، أشبه بمحلات تجارية غايتها فقط الربح المالي بطرق تصل حد الا مشروع ، يتحول فيها المرضى . مع كامل الاعتذار على قول هذه العبارة. إلى دجاج يبيض ذهب يجب (تريشه) وبعد ذلك رميه، وما يقع داخلها فعلا مؤسف يحتاج إلى يد من حديد لها القدرة على التصدي له، وإنهاء مهازل، ليس هذا المكان المناسب للتطرق إليها بالتفصيل بل قد يكون ذلك في مواضيع موسعة بالكلمة والصورة على هذا المنبر و كشف المستور رحمة بالقطاع والعاملين به و عموم المواطنين، ولو أن بعض العقليات للأسف أصبحت تعتبر تطرق الإعلام للمشاكل التي يتمرغ فيها على الخصوص المستشفى الإقليمي نوعا من العداء لها، و لكن الحقيقة غير ذلك، فلو قدر لهم الاطلاع  على حال مرضى يشتكون ما يصفونه بـ (الحكرة) التي تستهدفهم من البعض وليس الكل، سيعرف أننا جد مقصرين إلى درجة نستحق أن نكون تحت الصفر، سواء من خلال المعاملة الدونية بداية من الاستقبال إلى كل المراحل التي يقطعونها بحثا عن حقهم المشروع في العلاج، إلى المواعيد البعيدة التي هي بالفعل تعجيز، يدفع المريض إلى تسليم أمره إلى الله في انتظار قدره، الذي قد يكون أرحم من دوامة هي مرض آخر يضاف لأجساد قادها الفقر إلى وجهة بدأت الثقة تنعدم فيها وهذا أخطر ما يمكن أن يحدث.

شاهد أيضاً

تخرج أول فوج لماستر “السموم البيئية” بالكلية المتعددة التخصصات بخريبكة

شهدت الكلية متعددة التخصصات بمدينة خريبكة تخرّج الفوج الأول لماستر “علم السموم البيئية والبيوتكنولوجيا التطبيقية”Écotoxicologie …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *